إيمان منصور تكتب: العزف المنفرد 

كتب   إيمان منصور 
    2 أكتوبر 2021     ‪11:59 AM‬  
إيمان منصور تكتب: العزف المنفرد 
لا أعلم كم عدد المهرجانات  السينمائية الموجودة حاليا فأى ما كان عددها, فهى تغرد منفردة بصفتها الدولية وبعد أن كانت تقام في القاهرة والإسكندرية أصبحت تقام في الأقصر وأسوان..
  
لم أقصد من كلماتى الهجوم على أحد ولكن مجرد ملاحظات بعد أن أصبح هناك من يسعى إلى إقامة  مهرجان كنوع من "الوجاها" وفرصة لتسهيل السفر له لحضور مهرجانات أخرى أو هى نوع أخر؟؟..
ورغم غزارة عدد المهرجانات نجد الصراع بين مختلف المشاركين والصراع مع الفنانين والصحفيين على تولى منصب رئيس لمهرجان أو السعى إلى إقامة مهرجان آخر بنفس أهداف المهرجانات الأخرى لمجرد أن يضع أسمه عليه, بجانب الصراع على فيلم الإفتتاح والضيوف والمكرمين..
فتجد الفنان مكرم فى عدد كبير من المهرجانات فى نفس العام حتى أصبحت شهادات التكريم ليس لها قيمة ومع ذلك مازال الطلبات تقدم لعمل مهرجانات جديدة, ويتوقف قبول طلبهم إلى العلاقات الشخصية مع المسئولين، وهنا يتفرق "الدم بين العشائر"  فما كان سيتم أنفاقه على مهرجان دولى مثل مهرجان القاهرة السينمائى يوزع على عشرات المهرجانات..
ويعتبر مهرجان القاهرة من أوأئل المهرجانات الدولية فتم تأسيسه عام 1976 على يد الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين برئاسة "كمال الملاخ" وفى عام 1985 تولى إدارته الكاتب "سعد الدين وهبة" بعد أن تم تشكيل لجنة من وزارة الثقافة وفى هذه الفترة كان له مكانة عالمية وأحتل المركز الثانى بعد مهرجان "لندن" وجاء مهرجان "ستو كهولهم" المركز الثالث وبعد رحيل "سعد الدين وهبة" تولى الفنان حسين فهمى، ثم شريف الشوباشى، والفنان عزت أبوعوف..
حتى وصل رئيس المهرجان ليس له شهرة ما قبله وليس فى اليد حيلة.. أصبح مهرجان سينما القاهرة  يتراجع لقلت الأنفاق ولعدم  وجود الداعم الكافى من القطاع الخاص,ولا ننسى عام الظلام الذى حل على مصر عندما كان جماعة الإخوان  يريدون إلغائه ووقف الجميع بوجههم..
فتقلص ضيوف المهرجان من الممثلين والمخرجين الأجانب كما كان يحدث سابقاٌ  وفقدا بريقعه حيث كانت أيام مهرجان القاهرة عورس تحتقل به سينمات القاهرة والاسكندرية وبعض دور عرض فى المحافظات.. 
لقد عاش مهرجان القاهرة مع "سعد الدين وهبة" أجمل أيام وأتذكر عندما سالته كيف تستطيع ان تدير مثل هذا المهرجان الدولى قال: أول يوم من بداية المهرجان أبدأ فى تحضير مهرجان العام القادم هكذا كان يدير "سعد هبة" المهرجان الذى كان يتصارع النجوم لحضوره..
أما الآن فلا يلقى القبول ,يرجع هذا إلى الإستهانه به مجرد انتهاء حفل الافتتاح فلا تجد من يرافق هذا الفنان   فى جولات سياحة وترفهية فيكون سفير لعمل أعلان لسياحة البلد بدون أى مجهود للأسف سحبت وزارة السياحة يدها أو قدمت المساعدة على استحياء, يسافر الفنان بعد أن يلاقى كل الاهمال وعدم الترحيب به كما كان..
أما المهرجان الدولى  الثانى  الذى له تاريخ على الخريطة فهو مهرجان إسكندرية والذى تم افتتاحه للمرة الأولى فى عام 1979 من قبل الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما التى رأسها فى ذلك الوقت الناقد كمال الملاخ والذى يترأسه حالياٌ الامير أباظة وترعى المهرجان وزارة الثقافة مع محافظة الاسكندرية .وللأسف هناك من يضرب هذا المهرجان وكأنة لايحمل أسم وتاريخ وعندما تسال عن السبب تجدها أطماع شخصية..
ومن سنوات جاءت فكرة عمل مهرجان أفريقى ورغم أن أفريقيا السمراء لا يوجد بها سينما بمعنى الكلمة وما هى إلا أفلام تسجيلية تحكى على التفرقة العنصرية المعاناه التى يعيشها هؤلاء البشر إلا أنه كان الغرض التواصل مع أفريقيا الحديثة فهل بعد عشر سنوات أدى المهرجان دوره؟؟ أشك.. وكان أجدر أن أقدم الأفلام الأفريقية أوسينما المرأة على هامش مهرجان القاهرة فيتم اثراء المهرجان..
ورغم أننا نطالب بعدم التفرقة بين الجنسين ولكن جاء لنا مهرجان خاص بالمرأة ولا أعلم أيضا ما السبب فى هذا؟ هل أظهر ابداع المرأة فى تقديم ما تعانى منه؟ رغم أن هناك عدد من الأدباء الرجال قدموا ما تعانى منه المرأة  أكثر من المرأة نفسها..
أما مهرجان الجونة فحدث ولا حرج وكان الأجدر لعائلة ساوريس أن تدعم مهرجان دولى بجد وتستضيف الضيوف فى الجونة لعمل دعاية كما هو يريد بحيث يكون مهرجان القاهرة السينمائى منارة لعالم السينما  ولن يأتى هذا إلا بتدافر الدولة ورجال الأعمال كما يحدث فى العالم، أما العزف المنفرد فهذا لا يؤدى لشىء والكل خاسر..  
 
 ونرجع للقول بأن هناك فرق بين المهرجان الدولى والمهرجان العربى والمهرجان المحلى وليس هناك اعتراض على إقامة مهرجانات محلية فى كل ربوع البلاد بل على العكس فهى وسيلة للتواصل بين الأجيال  والعادات والتقاليد وتقديم المواهب وأعطاء الفرص لهم ,  وهنا لابد من دعم المجتمع  المدنى والجمعيات الأهلية بعيد عن الدعم المادى للدولة.